حلقة الرعب

في تلك الليلة الحالكة، اجتمع مجموعة من الأصدقاء في مكان نائي، حيث بدأوا يستعرضون قصص الرعب القديمة والمخيفة. انطلقت الأحاديث عن كائنات غامضة وظواهر خارقة، وكأنهم يتنافسون في سرد أقصى ما يمكن من أشكال الرعب التي عاشوها أو سمعوا بها. مع كل قصة كان الحماس يتصاعد، وتزداد الأجواء توتراً وظلاماً.

لكن الرعب لم يكن مجرد كلمات تُروى، بل شعور يزرع الخوف في النفوس ويؤجج المخيلة. استحضر كل منهم ذكرياته الشخصية والمواقف التي جعلتهم يرتجفون رعباً. وأخذ المكان يتشح بتلك الأجواء القاتمة، وكأن الجدران تهمس بأسرار لم تُروَ، وكأن الظلال ترقص على ضوء الشموع المتهالك.

ومع استمرار السرد، بدأوا يدركون أن بعض تلك القصص التي يبدو أنها مجرد حكايات، تحمل في طياتها شذرات من الواقع. هل كانوا يتحدثون فقط عن الماضي، أم أن شيئاً ما يراقبهم في الظلام؟ تشابكت الأفكار والمشاعر، وتهاجمت عليهم خيوط من الرعب تارةً، بالإضافة إلى فضولهم المحفز لاستكشاف المجهول.